الاثنين، 15 أكتوبر 2012

سياسة توم وجيري


سياسة توم وجيري

رحيم العبساوي                          

rahemalabsawi@gmail.com


استمتعنا بطفولتنا ونحن نشاهد مقالب توم مع جيري وهذه المقالب لم تكن ألا حيل ودهاء من الطرفين فالاثنين يرسمون الخطط ضد بعضهم فتوم يحييك أقوى حيلة يوقع بها جيري ولكن جيري يرد هو أيضا بخطة أعظم وأقوى دهاء فكأنما لديهم الهدف نفسه هو من يسقط الآخر وينهيه ولكن بقي الاثنان إلى يومنا هذا وهم لا غالب ولا مقلوب ومقالبهم لم تنتهي ولن تنتهي وأطفالنا مشدودين الفكر مره مع توم ومره مع جيري , كما نحن الآن كشعب عراقي مازال يتفرج على مطاردات سياسينا الذين منهم توم ومنهم جيري وهم يقومون بتجسيد تلك الشخصيات الكارتونية بدقة متناهية ويستعيروا منهم تلك الحيل ويقوموا بالأدوار كممثلين من الطراز الأول  من يحاول أن يسقط هذا ومنهم من يريد أن يسقط ذاك والشعب العراقي يتفرج من بعيد يريد أن تنتهي هذه القضية بأي معادلة كانت ولكن بدون جدوى ,مازال كل حامل جراب يصيح( يا ما في الجراب يحاوي) ومازلنا ننتظر من يتنازل للآخر ويقدم مصلحة الوطن والشعب على مصلحة الحزب والطائفة والمصلحة الشخصية ولكن يبدو أن انتظارنا سيطول وسيستمر هذا المسلسل إلى أجزاء وحلقات أخرى تحمل معها مشاهد أكثر سخافة من الخدع  برغم أنهم قد علموا أننا أصبحنا كبار وهذه الحيل لم تعد تضحكنا أو تنطلي علينا لقد صبر الشعب العراقي كثيراً ومرت كل أيام الصبر الذي كان يأمل أن تنتهي بأفراح ومسرات يعمل عليها السياسيين ولكن لسوء الحظ كانت فقط غشاوة على العيون ترسم قوس قزح في أيام آب اللهاب وبعد أن كشفت تلك الخدع  فقد أصبح الشيطان يوسوس ويمارس كل الأعمال والأفعال كي ينتهجها الأغبياء والذين نفذ صبرهم وأصحاب الأهداف المشبوهة ومن كان ومازال من المتربصين كل هؤلاء سيكونو في معية الشيطان لفعل الطقوس الشيطانية التي مللها الشعب العراقي وقدم لها القرابين الكثيرة فقط ليكون هو المنتصر الوحيد في نهايات تلك الحفلات المخضبة باللون الأحمر  لقد أنقلب السحر على الساحر والغشاوة الآن هي بعيون السياسيين الذين يمارسون الخطأ ويقولوا عنه صواب أن وضع البلد وبأسباب بعض السياسيين ينحرف نحو المجهول ويسير بسياسة لا يعرف اتجاهها ولا وجهتها والهوة الآن تتسع بين سياسينا وشعبهم الذي كفر بالصناديق والحبر والمقولات الرنانة والشعارات الطنانه  التي رسمت له ألوان الطيف كلها أمامه وزرعت له كل أمانيه ومتطلباته ووضعتها في حدائق زاهية علية قطافها , والآن وبعد أن صحا  من شراب خمر جنتهم الذي سقوه عليهم أن يدركوا ويتداركوا الوضع ويحسوا في خطورة الأمر ويتنافسوا كلهم على الإمساك بحبل الوصل بينهم وبين الشعب الذي لو انقطع هذه المره لن تربطه كل حبال الكون فعليهم إمساكه حتى بالنواجظ والابتعاد عن الحيل التي لن تنفع مع العراقيين فقد كبر على مطاردات توم وجيري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق