الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

أعلامنا والتوجهات المختلفة


أعلامنا والتوجهات المختلفة           

رحيم العبساوي

قبل سقوط نظام صدام حسين كانت كل أمكانية الأعلام العراقي تصب في نهر حزب البعث وتمجد بالقائد الملهم حتى كاد هذا الإعلام أن يضعه بمكان رب معبود والعياذ بالله وكان النظام البعثي يغدق بالعطايا والهدايا والهبات على كل من يطوف حوله و يركع تحت قدميه , وبني له ماكنه إعلامية قذرة تعمل لصالح النظام حتى في الوطن العربي من خلال شراء الأقلام والذمم والصحف وحتى كثير من القنوات الفضائية وعلى رأسها قناة الجزيرة  التي كانت تستلم حصتها من كوبونات النفط وكان أشهر الشخصيات التي استمرت بالظهور من على شاشتها وتمجد وتلمع بالمقبور" محمد المسفر من قطر" وعبد الباري عطوان" رئيس تحرير القدس والبريطاني" غالوي" و"مصطفى بكري "بالإضافة إلى شخصيات عراقية كثيرة أمثال "عبد الوهاب القصاب "ومظفر العاني  "وهارون محمد" وغيرهم الكثير من تم شرائه وأصبح جزء من هذا النظام الذي لا يؤمن بحرية الرأي والرأي الآخر وكانت جريمة لا تقتفر كل من يكتب مقال فيه بعض النقد حتى لو كانت أشارة من بعيد على أي حالة كانت , عانى الكثير من هذا الظلم والاستبداد وخاصة من يحلمون بحرية الرأي والثقافة الفكرية , وبالتأكيد لم يكن العراق خالي من الشرفاء  وأصحاب الأقلام الصادقة والعاشقة لتراب العراق وشعبة  لكن لم يحصلوا على مساحة الحرية التي يتمنون , والآن وبعد أن اقتربنا من السنة العاشرة لسقوط الصنم وعشنا كل مساحات الحرية في الأعلام وتحت كل عنوان من صحافة وفضائيات وإذاعات ودخول الانترنيت وغيرها من الوسائل الأخرى . لكن تفرقنا عن العراق واختلفت وجهتنا وأصبح كل إعلامنا ينهش بعقل المواطن ويحاول أن يشتته عن العراق لا يقوم بتوجيهه إلى التمسك بالوحدة والمواطنة والتعايش فيما بينه بسلام وتقريب المكونات , بل قام هذا الإعلام بممارسة الديكتاتورية من جديد وأصبح يفرض الآراء من خلال العزف على أوتار متعددة كالطائفية والقومية والحزب والمذهب والمكون وغيرها من التسميات التي برع في بثها في عقول وفكر هذا الشعب الذي تفرق إلى أجزاء مختلفة فأصبح أسلامي شيعي وإسلامي سني وكردي وعربي ومقاوم ومجاهد وإرهابي وقومي وبعثي صدامي وعلماني ومنادي بالتغيير على خطى الربيع العربي وغيرها الكثير من نتائج هذا الإعلام الذي أصبح شغله الشاغل استهداف هذا الشعب وإدخاله في متاهات و خانات يعدها له بعناية ومخطط لها بظلام البعض من الداخل والآخر من الخارج  و كل حسب سياسته و أجنداته الخاصة التي لا تخدم العراق ولا شعبة,و هذه ليست حرية فكرية بقدر ما هي هدم وتفتيت لكل ما به جمع شمل العراقيين , فأصبح هذا الإعلام احد أدوات الفوضى الفكرية التي يعاني منها العراق الآن والتي لا تلتزم بقوانين تسنها الجهات الحكومية المختصة ولا تتمكن الدولة من إيقافها لان البعض لا يوجد له أي مكاتب أو أدارة داخل العراق بل يمارس بث السموم من خارج الحدود وهذا بلا شك هو إرهاب ولكن بشكل آخر ويمارس دس السم بالعسل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق