الثلاثاء، 28 مايو 2013

الشعور المفقود .. والاحساس بالآخرين



الشعور المفقود .. والاحساس بالآخرين
رحيم العبساوي
rahemalabsawi@gmail.com

في حياتنا اليومية نرى كثير من الصور المؤلمة حد البكاء والبعض منها يجعل منك شخص ناقم على الدنيا وما بها من موازين غير عادلة صنعها الأشرار بعيداً عن عدالة السماء  وصورة أخرى ترميك في احضان الحزن تستخرج الدموع من عينيك وانت تتمنى ان لا تقف تلك الدموع فقط لكي تكفر عن ذنوبك لأنك اخترت السكوت عن التقاط تلك الصور واخترت ان تغمض عيونك وتهرب وتخفي مشاعرك و تتجرد من الاحساس كي  لا تشعر بألم الآخرين خوفاً وجبناً لا اعرفه ممن وأنا وأنت ربما نكون غداً هو ذاك الذي نخفيه ونتركه الآن لوحده يصارع الزمن بدون ان نصرخ بوجه المسببين والفاعلين والسارقين قوت الجياع ليملئوا كروش كبرت من حرام .
فهل لديك الشجاعة بالبوح بشعورك وانت ترى رجل سبعيني انحنى ظهره من فعل الزمن وضعفت قوته من تعاقب الأيام ولكن تراه مازال يعمل من اجل ان يؤمن لقمة العيش وهو بالتأكيد ليس فرحاً بهذا الأمر بل مجبر اخاك لا بطل فقط يصارع من اجل البقاء ويحاول ان يتشبث بهذه الدنيا بكرامة ,او ترى امرأه عجوز لم تترك السنون مساحة من وجهها بدون تجاعيد خرجت خصلات شعرها البيضاء من لفاف رأسها المهترئ وهي تفترش  على الرصيف قطعة من القماش تناثرت عليها بعض الحاجيات ذات سعراً بخس لعل وعسا يعطف عليها احد  المارة ليشتري قصافة أظافر او موس حلاقة او مشط  شعر وعلبة حناء بدنانير قليلة كي تسد حاجتها ومتطلباتها وربما كانت ايضاً تعيل أسرة بها الصغار او الرجل العاجز او المريض, وما هو شعورك ؟ ايضاً وانت ترى طفل لم يتجاوز الثامنة من العمر وفي عينية كل براءة الأطفال وهو يستعطفك ويحلف عليك فقط من اجل ان تشتري منه كيس علاق تضع به  مشترياتك وربما هذا الصغير هو المعيل الوحيد لعائلته, ماذا سينتابك من احساس وانت ترى كل هؤلاء وهم يفترض انهم مواطنين عراقيين من الدرجة الأولى بماذا ستفكر؟ حيال المستقبل وهل تمر عليك هذه الصور وانت مطمئن لمستقبلك داخل وطن يقال انه يمتلك ثاني اكبر احتياط نفطي في العالم , أيعقل ان يكون هذا حال مواطن بلده يمتلك كل هذه الثروة , وبماذا تحس لو علمت ان عشرات من العوائل تعتاش وتؤمن معيشتها اليومية من فوق جبال الطمر الصحي تبحث عن العلب الفارغة او اشياء أخرى يتم اعادة ذوبانها لإعادتها من جديد ,( ومن لا يعرف الطمر الصحي هي النفايات التي يتم اخراجها من المدن ورميها في مكان مخصص كي يتم احراقها و هذه المواد ولكثرة تنوعها تصبح مادة سامة واستنشاق هذا الدخان المنبعث من هذه المواقع يلحق اضرار كبيرة في الجهاز التنفسي للإنسان ) ولكن ولصعوبة الامر في البحث عن لقمة العيش تجد هذه العوائل تتنافس على البحث في مواقع هذه النفايات    , اليس من المفارقات ان يكون هذا حال الشعب العراقي وهو الذي يمتلك الخيرات بأرضه أهذا ناتج التغيير  الذي حصل علية بعد ان دفع فاتورة غالية الثمن وباهظة التكليف ووقف هذا الشعب المنكوب الى جوار المنادين بخلاصة من براثن الظلم من اجل ماذا هل لرمية مره أخرى الى مستقبل غير واضح وتركه يواجه المصير المجهول أم أنهم خدعونا بكلمات ظننا انهم من المقربون الى الله ايعقل ان يكون هؤلاء ثلة الحكام الذين تجردوا من الأحاسيس والمشاعر ان يكونوا من المقتدين بالأمام علي علية السلام ومن الباكين على مظلومية الإمام الحسين (ع) بالتأكيد لا  فهؤلاء اناس لا نعرفهم وبعيدين كل البعد عن الله وعن مخافته وتشريعاتهم بمجلس النواب هي خاصه بهم وهي اشبه ماتكون  بغيمة هارون الرشيد أذهبي اينما شئتي وامطري فان خراجك سيرجع لي فبئس المشرع وبئس التشريع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق